جميل جمال الظفري عضو فضي
عدد الرسائل : 206 العمر : 34 المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 13/05/2009
| موضوع: اعلم الناس بالحلال والحرام الأحد مايو 09, 2010 2:20 am | |
| نسبة رضى الله عنه هو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل بن عمرو بن اوس بن عائد بن عدي , هو احد السبعين الذين شهدوا العقبة من الانصار , وشهد بدرا وأحد وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلة الله عليه وسلم
فضائله رضى الله عنه عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبابع الأنصار بيعة العقبة الثانية. كان يجلس بين السبعين الذين يتكوّن منهم وفدهم، شاب مشرق الوجه، رائع النظرة، برّاق الثنايا.. يبهر الأبصار بهوئه وسمته. فاذا تحدّث ازدادت الأبصار انبهارا..!! ذلك كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل رضي الله عنه.. هو اذن رجل من الأنصار، بايع يوم العقبة الثانية، فصار من السابقين الأولين. ورجل له مثل اسبقيته، ومثل ايمانه ويقينه، لا يتخلف عن رسول الله في مشهد ولا في غزاة. وهكذا صنع معاذ.. على أن آلق مزاياه، وأعظم خصائصه، كان فقهه.. بلغ من الفقه والعلم المدى الذي جعله أهلا لقول الرسول عنه: " أعلم أمتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والحرام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل".. وكان شبيه عمر بن الخطاب في استنارة عقله، وشجاعة ذكائه. سأله الرسول حين وجهه الى اليمن: " بما تقضي يا معاذ؟" فأجابه قائلا: " بكتاب الله".. قال الرسول: " فان لم تجد في كتاب الله"..؟ "أقضي بسنة رسوله".. قال الرسول: " فان لم تجد في سنة رسوله"..؟ قال معاذ:" أجتهد رأيي، ولا آلو".. فتهلل وجه الرسول وقال: " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله". فولاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لكتاب الله، ولسنة رسوله لا يحجب عقله عن متابعة رؤاه، ولا يحجب عن عقله تلك الحقائق الهائلة المتسرّة، التي تنتظر من يكتشفها ويواجهها. ولعل هذه القدرة على الاجتهاد، والشجاعة في استعمال الذكاء والعقل، هما اللتان مكنتا معاذا من ثرائه الفقهي الذي فاق به أقرانه واخوانه، صار كما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام " أعلم الناس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والحرام". وان الروايات التاريخية لتصوره العقل المضيء الحازم الذي يحسن الفصل في الأمور.. فهذا عائذ الله بن عبدالله يحدثنا انه دخل المسجد يوما مع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خلافة عمر..قال: " فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون، كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة، حلو المنطق، وضيء، وهو أشبّ القوم سنا، فاذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردّوه اليه فأفتاهم، ولا يحدثهم الا حين يسألونه، ولما قضي مجلسهم دنوت منه وسالته: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل".
ورعه و عدله بين نسائه رضى الله عنه وعن يحيى بن سعيد قال : كانت تحت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل امرأتان , فاذا كان عند احداهما لم يشرب في بيت الاخرى الماء . وعن يحيى بن سعيد ان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل كانت له امراتان , فاذا كان يوم احداهما لم يتوضأ في بيت الاخرى , ثم توفيتا في السقم الذي بالشام , والناس في شغل , فدفنتا في حفرة , فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.
من مواعظه ووصاياه رضى الله عنه اقل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل لابنه : يا بني , اذا صليت صلاة فصلى صلاة مودع لا تطن انك تعود اليها ابدا , واعلم يا نبي ان المؤمن يموت بين حسنتين , حسنة قدمها وحسنة اخرها . وقال ايضا : احذروا ذلة العالِم , لان قدره عند الخلق عظيم , فيتبعونه عند ذلته . وقال ايضا : ليس يتحصر اهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها . قال رجل له علمني قال : وهل انت مطيعي ؟ قال : اني على طاعتك لحريص . قال : صم وافطر , وصل ونم , واكتسب ولا تاثم , ولا تموتن إلا وانت مسلم , وإياك و دعوة المظلوم .
اقول الصحابة فيه رضى الله عنه و عنهم وهذا أبو مسلم الخولاني يقول: " دخلت مسجد حمص فاذا جماعة من الكهول يتوسطهم شاب برّاق الثنايا، صامت لا يتكلم. فاذا امترى القوم في شيء توجهوا اليه يسألونه.ز فقلت لجليس لي: من هذا..؟ قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل.. فوقع في نفسي حبه". وهذا شهر بن حوشب يقول: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تحدثوا وفيهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل، نظروا اليه هيبة له".. ولقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يستثيره كثيرا.. وكان يقول في بعض المواطن التي يستعين بها برأي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وفقهه: " لولا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل لهلك عمر".. ويبدو أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كان يمتلك عقلا أحسن تدريبه، ومنطقا آسرا مقنعا، ينساب في هدوء واحاطة.. فحيثما نلتقي به من خلال الروايات التاريخية عنه، نجده كما أسلفنا واسط العقد.. فهو دائما جالس والناس حوله.. وهو صموت، لا يتحدث الا على شوق الجالسين الى حديثه.. واذا اختلف الجالسون في أمر، أعادوه الى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ليفصل فيه.. فاذا تكلم، كان كما وصفه أحد معاصريه: " كأنما يخرج من فمه نور ولؤلؤ".. ولقد بلغ كل هذه المنزلة في علمه، وفي اجلال المسلمين له، أيام الرسول وبعد مماته، وهو شاب.. فلقد مات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في خلافة عمر ولم يجاوز من العمر ثلاثا وثلاثين سنة..!! وكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سمح اليد، والنفس، والخلق.. فلا يسأل عن شيء الا أعطاه جزلان مغتبطا..ولقد ذهب جوده وسخاؤه بكل ماله. ومات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاذ باليمن منذ وجهه النبي اليها يعلم المسلمين ويفقههم في الدين.. وفي خلافة أبي بكر رجع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من اليمن، وكان عمر قد علم أن معاذا أثرى.. فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله..! ولم ينتظر عمر، بل نهض مسرعا الى دار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وألقى عليه مقالته.. كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ظاهر الكف، طاهر الذمة، ولئن كان قد أثري، فانه لم يكتسب اثما، ولم يقترف شبهة، ومن ثم فقد رفض عرض عمر، وناقشه رأيه..وتركه عمر وانصرف.. وفي الغداة، كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يطوي الأرض حثيثا شطر دار عمر..ولا يكاد يلقاه.. حتى يعنقه ودموعه تسبق كلماته وتقول: " لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حومة ماء، أخشى على نفسي الغرق.. حتى جئت وخلصتني يا عمر".. وذهبا معا الى أبي بكر.. وطلب اليه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يشاطره ماله، فقال أبو بكر:" لا آخذ منك شيئا".. فنظر عمر الى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقال:" الآن حلّ وطاب".. ما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا، لو علم أنه أخذه بغير حق.. وما كان عمر متجنيا على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بتهمة أو ظن.. وانما هو عصر المثل كان يزخر بقوم يتسابقون الى ذرى الكمال الميسور، فمنهم الطائر المحلق، ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد.. ولكنهم جميعا في قافلة الخير سائرون. ويهاجر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الى الشام، حيث يعيش بين أهلها والوافدين عليها معلما وفقيها، فاذا مات أميرها أبو عبيدة الذي كان الصديق الحميم لمعاذ، استخلفه أمير المؤمنين عمر على الشام، ولا يمضي عليه في الامارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه مخبتا منيبا..
وكان عمر رضي الله عنه يقول: " لو استخلفت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل، فسألني ربي: لماذا استخلفته؟ لقلت: سمعن نبيك يقول: ان العلماء اذا حضروا ربهم عز وجل ، كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بين أيديهم".. والاستخلاف الذي يعنيه عمر هنا، هو الاستخلاف على المسلمين جميعا، لا على بلد أو ولاية.. فلقد سئل عمر قبل موته: لو عهدت الينا..؟ أي اختر خليفتك بنفسك وبايعناك عليه..لأجاب قائلا: " لو كان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل حيا، ووليته ثم قدمت على ربي عز وجل، فسألني: من ولّيت على أمة محمد، لقلت: ولّيت عليهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل، بعد أن سمعت النبي يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن جبل امام العلماء يوم القيامة".
النبي صلى الله عليه وسلم يحب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رضى الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوما: " يا معاذ.. والله اني لأحبك فلا تنس أن تقول في عقب كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"..
أجل اللهم أعنّي.. فقد كان الرسول دائب الالحاح بهذا المعنى العظيم الذي يدرك الناس به أنه لا حول لهم ولا قوة، ولا سند ولا عون الا بالله، ومن الله العلي العظيم..
ولقد حذق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لدرس وأجاد تطبيقه..
لقيه الرسول ذات صباح فسأله: "كيف أصبحت يامعاذ"..؟؟ قال: " أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله". قال النبي:"ان لكل حق حقيقة، فما حقيقة ايمانك"..؟؟ قال معاذ: " ما أصبحت قط، الا ظننت أني لا أمسي.. ولا أمسيت مساء الا ظننت أني لا أصبح.. ولا خطوت خطوة الا ظننت أني لا أتبعها غيرها.. وكأني أنظر الى كل امة جاثية تدعى الى كتابها.. وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون.. وأهل النار في النار يعذبون.." فقال له الرسول: " عرفت فالزم".. أجل لقد أسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كل نفسه وكل مصيره لله، فلم يعد يبصر شيئا سواه..
ولقد أجاد ابن مسعود وصفه حين قال: "ان معاذا كان أمّة، قانتا لله حنيفا، ولقد كنا نشبّه معاذا بابراهيم عليه السلام"..
وكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دائب الدعوة الى العلم، والى ذكر الله..
وكان يدعو الناس الى التماس العلم الصحيح النافع ويقول:" احذروا زيغ الحكيم.. وارفوا الحق بالحق، فان الحق نورا"..!!
وكان يرى العبادة قصدا، وعدلا..
قال له يوما أحد المسلمين: علمني. قال معاذ: وهل أنت مطيعي اذا علمتك..؟ قال الرجل: اني على طاعتك لحريص.. فقال له معاذ: " صم وافطر.. وصلّ ونم..واكتسب ولا تأثم ولا تموتنّ الا مسلما..واياك ودعوة المظلوم".. وكان يرى العلم معرفة، وعملا فيقول: " تعلموا ما شئتم أن تتعلموا، فلن ينفعكم الله بالعلم جتى تعملوا".. وكان يرى الايمان بالله وذكره، استحضارا دائما لعظمته، ومراجعة دائمة لسلوك النفس. يقول الأسود بن هلال: " كنا نمشي مع معاذ، فقال لنا: اجلسوا بنا نؤمن ساعة".. ولعل سبب صمته الكثير كان راجعا الى عملية التأمل والتفكر التي لا تهدأ ولا تكف داخل نفسه.. هذا الذي كان كما قال للرسول: لا يخطو خطوة، ويظن أنه سيتبعها بأخرى.. وذلك من فرط استغراقه في ذكره ربه، واستغراقه في محاسبته نفسه..
ما قاله عند موته رضى الله عنه وحان أجل معاذ، ودعي للقاء الله...وفي سكرات الموت تنطلق عن اللاشعور حقيقة كل حي، وتجري على لسانه ،ان استكاع الحديث، كلمات تلخص أمره وحياته.. وفي تلك اللحظات قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كلمات عظيمة تكشف عن مؤمن عظيم. فقد كان يحدق في السماء ويقول مناجيا ربه الرحيم: " الهم اني كنت أخافك، لكنني اليوم أرجوك، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحبّ الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار.. ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ونيل المزيد من العلم والايمان والطاعة".. وبسط يمينه كأنه يصافح الموت، وراح في غيبوبته يقول: " مرحبا بالموت.. حبيب جاء على فاقه".. وسافر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الى الله | |
|
مفلح الظفري عضو خارق
عدد الرسائل : 145 العمر : 47 المزاج : ... تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: رد: اعلم الناس بالحلال والحرام الأحد مايو 09, 2010 10:11 am | |
| | |
|
ريف الشمال توب ون جوهرة المنتدى
عدد الرسائل : 214 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 12/04/2010
| موضوع: اعلم الناس بالحلال والحرام الإثنين مايو 10, 2010 9:54 pm | |
| تشكر اخي الفاضل على هذا الموضوع الجميل ونتمى منك المزيد يا ليتنا نتعلم من هؤلاء العظماء نعم انهم عظماء في ايمانهم عظماء في تقواهم عظماء في اخلاقهم عظماء في حبهم لرسول الله عظماء في نصرة دينهم عظماء في رقي تفكيرهم عظماء في امتثالهم لاوامر الله ورسوله الكريم عظماء في كل شي | |
|