abduljabbar Administration
عدد الرسائل : 866 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: رسالة حب إلى رمضان السبت أغسطس 22, 2009 7:12 pm | |
| للضيف القادم تجليات ..ستملأ عباب أكواننا نفحات مزهرة...تغمر قلوبنا...وتجلو فيها ما ران عليها....فيغدو الفؤاد لامعا لا تشوبه القسوة ..ولا تلوثه نوازع النفس...ولعشق الأوقات سِحْرٌ وسَحَر....فها هو رمضان الحب..يفتح أبوابه كريما حانيا مشتاقا... بعد أن ودعنا العام الماضي بالحزن والد موع... ولكنه صافحنا ...وأهدانا العيد توددا وقربا... علّمنا وعلّمنا... ونسينا وتناسينا...
واليوم هو في الطريق يمشي الهوينى..كل الدقائق والساعات... تمنحنا ا ستعدادا...ولعلّ أرواحنا...تلتقط نسمات ملائكية.... تعلو بها إلى آفاق لا محدودة من التبتل والمناجاة... لكم كان انتظارنا طويل...ما أحلاه عا ئدا!!...وفي أكفه الرحمة و المفغر ة والعتق...فأهلا به ضيفا ...يكرمنا قبل أن نكرمه... ويحمل عنّا قبل أن نحمل عنه....أتانا ر اجيا منّا نسيان ما كان...مقبلا ... وعلى ثغره أنشودة تغفي فينا الهوى والشيطان.. فيه نتشاطر الطعام...في درب من الشاعرية..مع من يعانون الحرمان...ونسلك وديان الصبر والتحمل...حتى نصل في المغرب جداوله....نشرق منه المعاني ونتدارس الحصص...... مشهد المائدة...يعلمنا الحب...فيه تتسبل تعرجات النفس فينا...وتغمرنا نور انية مغربلة من الحقد والحسد والشهوات يفوح منه عبير الفتوحات والنصر .. لغناء ا لعصافير فيه معنى آخر..فهي أيضا تصلح نفسها...وقلوبها الصغيرة..تمتلؤ إيمانا وتسبيحا... الأطفال فيه يحتفظون بحاجياتهم....وقوارير عصائرهم...وينعمون بأجوائه وببراءتهم....أيها الضيف الحاني...لا بد ستأتي في هذا الجو الحار...لمغزى ارتأيته...فعلمنا فنحن نتوق إليك...وطهر فينا قلبا حتى يصبح ماسيا من أنوارك...براقا...ينير للتائهين طريقهم... مهلا مهلا...فأساريرنا ليست بجوارك...ولطائفك الوافرة... ودعتنا قبل عام...ولم تملأنا... لكن....!!!!!!!!!!!!!!!!
أقْسِمُ بربّ هلالك...وربِّ الليالي ا لمنمشة بنجومك...أنّي لن أجعلك تغادر..إلا وقد جعلت أيامي معكَ غليانا...يعقّم أدران ا لغفلة و البعد..
سأقتلع الشرور من جذوري...وسأخمد شهواتي بتضر عي...وسأجول بساتينك وردة وردة...وسأنير الليل بوميض الدمع المنيب...لن أتمطى عندما أستيقظ... رمضان يا زائرا حانيا ..هل ستجعل من وجوهنا الممتقعة من الذنوب..وضّاءة ...بعد أن تهدينا وضوءا..نستحضر فيه التعبد لخالقك... هل ستهمد عزيمتنا بعد أيام من حلولك بيننا...أم سنبقى في همة...تتوجنا في نهاية الشهر ...فائزين بالجنان.. رمضان حلواك وردية اللون...قلبية الإحساس...والطبق الرائح والغادي عنوان محبة وتكافل...وشرابك الخروبي..له نكهة الصدق ورائحة الإيمان...عذرا فقد مزقت أوصالنا صغائر تكبر وتتكلس ..فتحجبنا...وتضيفنا لقائمة سوداء...بعيدة عن رحماتك.....ليلك غيهب رائع...نتشبع به ونرتوي كوثرا..لا نظمؤ فيه لر غباتنا..لأن وسوساتنا فيك خرساء...نتفكرك شهرا...يسكن الأوجاع...وقبس الرحمة فيك يعتري الفقراء والضعفاء..فتمتلئ البيوت المقفر ة...والقلوب الخالية..والمساجد المنسية.. فقد علمتنا يوما..بأن تناول الطعام أدب سلوكي...وأنّ لصنع الطعام جوهر...هو حب الإطعام...تقدم تقدم...فلشفقك الزعفراني هدأة...تؤذن باقتر اب موعد الإفطار...تعود فيه البلابل إلى أعشاشها...ترتل الدعاء...
فيا من علّمت الطير والشجر والحجر...أن يعتنق الوصل بقربك...امنحنا حبك...
فمن فوق حواف ذنوبنا..سنعلن البداية...علّ النجمة الأقرب لهلال رمضان... تومض في حنايانا إرادة خير وبادرة توبة...
ولعلّ الحباحب الصيفية..المتناثرة مع الريح الحارة...تكون لنا كبطاقات وردية...مكتوب عليها...اغتنم الفرصة...ولا تذهب الحياة هدرا...
للعبادة فيك مر ح خاص...نرتاح في تراويحك...ونستعذب جوعك...ونشتاق سحورك..نتجاوز كل الأحقاد...ونكتسي بالصفح..ونمد أيادينا حتى لمن باعنا...تكرما وإحسانا... أمسياتك تستكين في ها الأرواح...وتتجندل فيها الآثام...في كل قسمة من قسمات يومك..مشاعر وشعائر...[ليلك...ضحاك..سحرك قدرك..العشر الأواخر فيك..الحيوية الغريبة في نهارك..].....والابتهاج بذكر الله..يجعلنا نبكي وقت مجيئ العيد...حزنا على ر حيلك...لأن ترويض النفس أغرقنا في أعماق الصفاء... حتى المآذن فيك..لها صوت جهوري..يتناهى إلينا ..وكأنّه يحثنا ويرجونا...
رمضان أيّها الحكيم...عالجني من الاسترسال في المعاصي.
..وداوني من لحاف ثقيل...مطرز بالغرور والتكبر والأنانية وعشق الذات والغضب للنفس ...تدثر به قلبي... ها قد شارفت لياليك على الحضور ..وخيم علينا الانتظار..ولم يبقَ سوى بصيص أمل..تتقاطر فيه شموس العزيمة شفافة صادقة نابضة.. مو شاة بألوان المشمش والليمون وعرق السوس.. ومحلاة بالتمر...ومضاءة بفوانيسك....سنجرجر عيوننا بعيدا عن سحر الدنيا...وبساتينها المشرئبة ور دا غاويا..
لأننا بعد ذلك سننعم بربيع الغفر ان
أعزائي...أحبائي...أصدقائي... أرجوكم ...لا تعقبوا على كلماتي هذه...بالشكر..ورأيكم فيما كتبت.. بل فاكتبوا لرمضان...وعن رمضان
| |
|